نبذة عن الشيخ

نبذة عن الشيخ

ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن عمر العدني  رحمه الله

الشيخ عبد الرحمن بن عمر العدني رحمه الله تعالى  كان القائم على دار الحديث بالفيوش جنوب اليمن…كان للشيخ دور كبير في أوساط الدعوة السلفية منذ حياة الشيخ العلامة مقبل الوادعي رحمه الله تعالى إلى أن توفي شهيدا بإذن الله.

ومن أعظم مواقفه التي يشهد له بها المنصفون بقاءه في دماج بعد وفاة العلامة  الوادعي رحمه الله  وذلك يوم أن عزم أكثر الطلاب على الرحيل من دماج فبقي مسانداً  لإخوانه في المركز ومثبتاً لهم على البقاء والثبات فكان بقاءه في المركز ونصائحه سبباً لبقاء الكثير من طلاب العلم الذين فرحوا فرحاً شديداً ببقاء الشيخ عبد الرحمن في المركز .

ومن فضائله كثرة طلابه الذين استفادوا من علومه فلو جزمنا أن أغلب طلاب العلم في دماج وغيرها من المراكز إما طالب من طلاب الشيخ عبد الرحمن وإما مستفيداً منه وأقل الإستفادة التأثر بأخلاقه الفاضلة والأدب والسمت الحسن الذي هو أسمى ما ينبغي أن يستفيده الطالب من معلمه .

والشيخ عبد الرحمن رحمه الله أجمع كل من نعرف من أهل العلم والفضل على عدالته وأهليته للعلم والتعليم وذلك لما حباه الله من العلم المتين والقدم الراسخ والعقل الراجح ، وصار شوكة في حلوق الذين يتربصون بالدعوة السلفية .

أما بالنسبة لدروسه القائمة في المركز في حياتهً فهي :

كان بعد صلاة الظهر ( كتاب القول المفيد ) للشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي ،هذا الكتاب وإن كان صغير الحجم إلا أنه عظيم النفع والفائدةهذا الكتاب الذي أثنى عليه ومدحه أكابر علماء أهل السنة وعلى رأسهم إمام الدعوة السلفية ومجددها في اليمن الإمام الوادعي رحمه الله وكان يدرس في مركزه وفي جميع المراكز السلفية في اليمن حتى هذه الساعة . ` وبعد العصر(( جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر )) ` وبعد المغرب _ السبت والأحد والإثنين (( صحيح مسلم )) الثلاثاء والأربعاء والخميس “المنتقى في الأحكام الشرعية للمجد ابن تيمية”ويتخلل هذه الدروس نصائح وتوجيهات تربوية ومنهجية تشد لها الرحال من تلك النصائح حث الطلاب على التوكل على الله والثقة بالله والحرص على طلب العلم وإلى علو الهمة فيه وأن طالب العلم إن صدق مع الله فلن يضيعه الله وهكذا النصيحة بالتحلي بالآداب والأخلاق وحسن المعاملة وعدم المبالاة بكلام السفهاء، والثبات على السنة والتحذير من البدع والحزبيات والجمعيات والحث على التعاون والتآخي فيما بيننا وكثيراً ما يذكر بسير السلف ويقول : (والله لو أنفقنا كل أوقاتنامن الصباح إلى الليل ما عملنا ما عمله السلف رحمهم الله ) وكثيراً ما يحث على توقيرالعلماء وعدم الإفتئات عليهم ، ونصائح كثيرة تخرج منها بفوائد غالية تذكر بمجلس الشيخ مقبل رحمه الله مهابة ووقاراً .` وقد انتهى من تتمة شرح الدراري ، و شرح الزكاة والصوم من عمدة الأحكام وكذلك القواعد الأربع ، والأربعين النووية،وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي، والأصول الستة ، والأصول الثلاثة ، ولمعة الإعتقاد ،وكشف الشبهات وهناك دروس يلقيها الشيخ عبر الهاتف إلى خارج اليمن.وهناك محاضرة للشيخ ، خاصة بالنساء عصر كل خميس تحضر النساء من المركز ومن أماكن متعددةمن عدن ولحج وقراها يجتمع المئات من النساء .

وكانت له محاضرة أسبوعية كل جمعة في مساجد أهل السنة تكتظ المساجد بالحضور ولله الحمد . وكان يقوم الشيخ بمتابعة الطلاب وربما خرج عليهم وهم في حلقاتهم أو على الطعام ويتفقد أحوالهم فمن رآه متلاعباً وكسولاً ولا يحافظ على وقته نصحه ووجهه وإلا طرده . ويقوم باختبار حفاظ القرآن فمن رآه جيداً في قراءته وحفظه للقرآن أعطاه مجموعة من الطلاب ليسمع لهم .وهكذا كان يسأل عن أصحاب الأسر فمن رآه مفرطاً أو مقصراً نصحه .

دروس النساء :

وكانت هناك دروس كثيرة متنوعة للصغار والكبار تحت إشراف الشيخ وبعض طلاب العلم البارزين ويوجد من المدرسات من طالبات العلم القديم اتو المبرزات .

عدد الطلاب والطالبات : أما بالنسبة للطالبات فيصل عددهن إلى 800 طالبة ولله الحمد أما بالنسبة للطلاب فهم 1300 طالب  في  أيام الشتاء من غير الطلاب الذين يأتون في العطلة الصيفية فإنه كان يصل عددهم إلى قرابة 1800 طالب إن شاء الله.

يوجد عدد من الطلاب الأعاجم ومن غير اليمنيين من أندونيسيا عدد كثير منهم وهكذا من الصومال والجزائر والمغرب وفرنسا
وأمَّا عدد الأسر الساكنين مع عوائلهم من طلاب العلم فقد ازدادوا ازديادا مذهلاً يصل ونقرابة الستمائة إلى سبعمائة أسرة.

ذكر أهل العلم الذين يحثون على الدراسة في دار الحديث بالفيوش ويزكون شيخها الشيخ عبد الرحمن بن عمر العدني وهم كثر نذكرمنهم
الشيخ العلامةإمام الجرح والتعديل في هذا العصر الدكتور/ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله وهذا متواتر عنه حفظه الله .

وقد شارك هاتفياً في اجتماع علماء السنة في دار الحديث بالفيوش :

§ الشيخ العلامة عبيد بن عبدالله الجابري

§ الشيخ محمد بن هادي المدخلي

§ الشيخ زيد بن هادي المدخلي

§ الشيخ الدكتور/ عبدالله البخاري

§ الشيخ العلامة الدكتور/محمد بن ربيع بن هادي المدخلي .

ومشايخ كثر في المملكة العربية السعودية.*

جميع علماء ومشايخ ومرجعية الدعوة السلفية في اليمن وعلى رأسهم الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي والشيخ محمد بن عبدالله الإمام والشيخ عبد العزيز البرعي والشيخ عبدالله بن عثمان الذماري والشيخ عثمان السالمي والشيخ محمد الصوملي والشيخ عبد المصور العرومي والشيخ عبدالله بن مرعي العدني وغيرهم كثير من المشايخ وطلاب

وكان شيخنا عبدالرحمن من الفقهاء حقًا وصدقًا لا كذب وهو من القلائل الذين إذا جالستهم ازددت إجلالاً له لما حباه الله من عمق الفهم ودماثة الأخلاق، ومما أزيد على ما ذكر أبو عمر:قال الإمام الوادعي-رحمه الله- في ترجمة الشيخ عبدالرحمن -وفقه الله- من كتابه (الترجمة 45): قد أصبح مرجعاً لإخوانه في علوم شتى ا.هـوقد كان الشيخ مقبل -رحمه الله- يرجع إليه في بعض المسائل، وكان الشيخ -رحمه الله- على جلالته وإمامته إذا أشكلت عليه مسألة من المسائل كثيراً ما يقيم الشيخ عبدالرحمن العدني -حفظه الله- في الدرس العام ويسأله عن هذه المسألة، ويقول له: أنا أسألك سؤال استفادة لا سؤال اختبار يا شيخ عبدالرحمن، فيجيبه الشيخ عبدالرحمن وربما جاء من عند كرسي الشيخ.[ينظر ثناء العلماء على الشيخ عبدالرحمن العدني للخولاني] بل قال له ذات مرة في الدرس العام: إني لأهابك يا عبدالرحمن. وذلك لما يعلم عنه الشيخ من سعة علمه وقوة عارضته ونصاعة حجته فيما نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً.[ينظر ثناء العلماء على الشيخ عبدالرحمن العدني للخولاني].

وقال: قاله الإمام الوادعي فيه: وكذلك أيضاً في الشحر عالمان فاضلان الشيخ عبدالرحمن العدني مبرز في الفقه الإسلامي وأدلته، وكذلك أيضاً مبرز في اللغة العربية، وفي علم الحديث جزاه الله خيراً.ا.هـ [ينظر ثناء العلماء على الشيخ عبدالرحمن العدني للخولاني].

مما قاله شيخنا محمد الإمام-حفظه الله ورعاه-:قال -حفظه الله- في شريط دعوة أهل السنة في اليمن الصادر بتاريخ 16/صفر1430:

الشيخ الفاضل عبدالرحمن العدني -حفظه الله- جعله شيخنا الوادعي من المشايخ الذين يرجع إليهم عند حصول الخلاف أو أمر يهم الدعوة،.. وقد استمر في دار الحديث بدماج ودَرَّس في العقيدة والفقه، وكان له شروح طيبة لبعض المواضيع في الفقه، وعنده علم غزير كما يعلم ذلك من يحضر دروسه في الفقه وفي غَيرها،.. وهو من علماء أهل السنة بلا شك ولا ارتياب اهـ رحمه الله تعالى.

 

وقال عنه فضيلة الشيخ محمد بن علي بن حزام البعداني الفضلي حفظه الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد طلب مني بعض الإخوة كتابة ما عرفته عن شيخنا عبدالرحمن العدني رحمه الله، فأقول مستعينًا بالله:

الشيخ عبد الرحمن بن عمر بن مرعي العدني غفر الله له ورحمه، عالم من علماء أهل السنة والجماعة، ومن أفقه فقهاء اليمن في زمانه، وهو من طلاب شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله، وقد كان شيخنا يحبه ويجله، ويحيل كثيرًا من الأسئلة عليه.

استفاد منه كثير من طلاب العلم في دار الإمام الوادعي، دار الحديث بدماج، وقد استفدت منه أيضًا، فقد أخذت منه دروسًا في الدراري المضية في كتاب الطهارة والصلاة، وفي كتاب البيوع، وكنا نسأله كثيرًا عن مسائل فقهية، فيجيبنا بما فتح الله عليه.

عرفته صاحب سماحة وخلق جم، فقد كان متواضعًا صبورا حليمًا زاهدًا ورعًا فيما نحسبه والله حسيبه.

وأما دروسه الفقهية فقد كانت أقوى الدروس في دار شيخنا الإمام الوادعي، وكانت حلقته أكبر حلقة يحضرها طلاب العلم، بل ويحضرها أقران الشيخ، وبعض من سبقه في طلب العلم. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

ثم بعد ذلك فتح الله عليه، وأسس دار الحديث بالفيوش، التي جعل الله فيها بركة عظيمة، وامتلأت بطلاب العلم، وذلك فيما نحسبه من إخلاص الشيخ وصدقه مع الله، فنسأل الله العظيم أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يبارك في داره، وفيما قدمه من دروس وعلوم نافعة للإسلام والمسلمين.

ثم جاءنا خبر وفاته في يوم الأحد بتاريخ (١٩) من جمادى الأولى من عام (١٤٣٧) من الهجرة النبوية، وهو ذاهب إلى الصلاة والتدريس، فقتل مظلومًا، ونرجو له بهذه القِتلةِ الشهادة، فإنه لم يقتل إلا لما يحمله من العلم والدعوة إلى السنة والتوحيد.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيه محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه أبو عبد الله محمد بن علي بن حزام البعداني الفضلي حفظه الله وتولاه.
يوم الأربعاء الموافق ٢٦ رجب عام ١٤٤٥من الهجرة النبوية..

https://t.me/mohrdood/2825